الميدان الرياضي : البرقاوي ل"رم" والميدان الرياضي : الاتحاد لا يملك عصا سحرية واعلامنا يعمل "بالفزعة"
التاريخ : 2018-02-08

البرقاوي ل"رم" والميدان الرياضي : الاتحاد لا يملك عصا سحرية واعلامنا يعمل "بالفزعة"

في لقاء ل'رم'  والميدان الرياضي مع مدرب المنتخب الوطني لكرة الطائرة

المدرب صاحب 'السبع صنايع '.. والإداري لاحضار المياه 
قصر الرياضة ليس لنا.. والتسويق يعاني الأمرين

حاورته أسرة 'رم' 
أعده نشرة : رندا البياري 

مرت كرة الطائرة الأردنية في منحدرات كثيرة خلال العشرين عاماً المنصرمة ، حتى بُتر كثيرٌ من مقوماتها الأساسية ، لكن الروح القتالية التي سكنت قلوب لاعبيها كانت وما زالت تنبض في فؤادهم حتى الان ، فبغياب مدربي اللعبة قرر العديد من اللاعبين تغيير توجهاتهم الى التدريب للعبة طالما عشقوها ، فأصبح لضيفنا نقلة نوعية في عالم التدريب ، حتى وصل الى الإدارة الفنية لمنتخب كرة الطائرة .

اياد البرقاوي من لاعب في شباب الحسين خلال '18' عاماً ولاعب منتخب ، الى مديراً فنياً لمنتخب كرة الطائرة ، وبين هذا وذاك كان له انتقالات عديدة في الاندية المحلية التي أضافته خبرات فنية وبدنية عالية ,فواصل شغفه لمعشوقته من لاعب الى مدرب حتى يبقى متواجداً تحت المنظومة ليصل في النهاية الى من يحمل الراية من بعده لكن بأسس وخطى ثابتة .



اين أصبح منتخب كرة الطائرة؟

 
سؤال صعب، فالمنتخب سابقاً عانى من النقاط الخارجية واخر بطولة اسيوية شاركنا فيها كانت عام 1987، اما عربيا مشاركاتنا غير مرضية .
حاليا أخذت الاميرة ايه الفيصل على عاتقها جمع المنتخبات للفئات العمرية ولدينا منتخب 15 و16 سنه حتى نصنع منتخب، وكون غالبية لاعبي الأندية فوق الثلاثين من العمر نحتاج للبحث عن لاعبين جدد، ونركز في البحث عن لاعبين جدد يمتلكون عنصر الطول, ثم المهارة والاعداد البدني.

هل نحتاج الى فترة طويلة لتأسيس منتخب، وهل هناك حل سريع حاليا؟

نعم نحتاج الى فترة طويلة بخطة طويلة الأمد، والحل الأفضل داخلياً ان يتم التركيز على بطولات الفئات العمرية أما قضية تحقيق نتائج فهذا أمر صعب لان الفارق كبير بين الأردن وبقية الدول.

الأندية هل هي الحل؟

الأندية تعاني مالياً وما يقدمه الاتحاد مقارنة بالمجهودات الموجودة ضعيف، لكن على الأندية ان تجد مصادر تمويل لذاتها كما قامت اللجنة الأولمبية بمنع الدعم المالي عن الأندية.

هل تجد الانتماء عند اللاعبين تغير وأصبح ليس فقط للنادي؟

الانتماءات للنادي او المنتخب كانت بالسابق قوية، ولكن اللاعب يبحث عن المقابل المالي الذي يشعره بانه يعيش بكرامة، فالظروف الاقتصادية التي تمر بها الأردن أرغمت اللاعب على التنحي عن أي عمل لا يعود بمردود مالي محترم بالتالي اصبح الانتماء مزدوج للنادي والمال.

بوجهة نظرك كيف نطور اللعبة؟
اللاعب سابقا كان يمارس اللعبة بعمر صغير، على عكس الوقت الحالي حيث يبدأ من عمر'14' وهو عمر كبير بالنسبة للعبة كرة الطائرة ، كون اللعبة يجب ان يتم غرسها منذ الصغر بسبب احتياج اللعبة الى ليونة وأداء عالي، ويجب على الأندية ان تستقطب الأطفال من عمر '4' حتى نصل الى العمر الذهبي وهو'9' سنوات.

لماذا لا يتم البحث عن اللاعبين واكتشاف المواهب من المدارس والجامعات ؟
البحث عن اللاعبين هي مهمة الكشاف وليس المدرب، بحيث يقوم الكشاف باكتشاف اللاعبين الصغار عن طريق مراقبتهم في المدارس والجامعات التي يمارسون كرة الطائرة، ويتم بعد ذلك ارسالهم الى صالة التدريب، وعندها يقوم المدرب بعمله في تصنيف الاعبين ، لكن لدينا المدرب هو صاحب 'سبع صنايع' ، فهو من يقوم بعمل الكشاف والإداري والعلاج الطبيعي ومن ينصب الشبك ويحضر الكرات، والإداري مهمته في أنديتنا احضار المياه وصرف الرواتب ولكن عليه ان يكون خبير في كل شيء حتى المراسلات مع المنتخبات والدول الأخرى ، لذا فأننا نحتاج الى الاختصاص في كل المجالات وكلٌ يكن على رأس عمله وهذه بداية التطور.

المدربون يتراجعون والعدد الموجود قليل، ما هو الحل؟
اتفق معكم ان عدد المدربين قليل, والسبب تراجع كرة الطائرة بصورة شاملة، ونحن نمتلك مدربين يتحدثون نظرياً وليس فنياً ، يركزون فقط على عنصر المهارة واكتساب الشهادات العليا بالتدريب دون الاهتمام بالعنصر البدني ، كون الدورات التي يتلقاها المدرب مختصة في الأمور الفنية دون المهارية، ويعتبر الكثير من المدربين ان الدورة مجرد رخصة للتدريب دون الاكتراث الى ما بين الاسطر .

ما هو المطلوب للارتقاء بالمدربين؟
تنظيم دورات داخلية متخصصة في شتى المجالات، مثلا في علم النفس الرياضي حيث لم يقم أي اتحاد بهذه الدورة في الاعداد النفسي، ولا يوجد ثقافة في الاهتمام الكامل باللاعب من حيث تحديد نوعية الاكل وساعات السهر وشتى أمور الحياة، في الأردن لدينا مختصين في هذا المجال لكننا نحتاج وجودهم واظهارهم .

غالباً يتجه اللاعب المعتزل الى التدريب، هل ينجح ذلك الامر ؟
ليس شرطا ان يكون كل مدرب لاعبا سابق ، لكن الدخول الى علم التدريب من لاعب يكون أفضل واسهل بكثير، بسبب معرفته أسس اللعبة ومشاكلها ومعرفته ما يحصل بين اللاعبين فيكون الوضع العام سهل وميسر لينتقل الى مدرب، لكن المشكلة التي نواجها هي رغبة كل لاعب معتزل بالتوجه الى عالم التدريب, وهذا الامر غير منطقي فهناك مجالات أخرى داخل المنظومة الكروية غير التدريب، فلا يشترط ان يكون كل لاعب ناجح مدرب ناجح ، وحالياً من يدربون بشكل منتظم ثلاثة أندية فقط ، ويحتاجون الى '6' مدربين وبالتالي يتفرغ البقية الى القيل والقال.

ما الفرق بين مدرب النادي والمنتخب؟
هناك فرق كبير، في المنتخب يكون الاعداد أعلى كون المنافسة ستكون أكبر وأهم ، وفي العادة تصنع الأندية لاعبين للمنتخبات، لكن لدينا هنا الصورة عكسية تماماً، حيث نقوم بصنع لاعبين في المنتخبات ونعيدهم الى الأندية، ونقوم بتعليمهم المهارات الأساسية وهي التي يجب ان تكون متوفرة خلال تدريبية في الأندية .

ما دوركم كجهاز فني في وضع برامج المسابقات؟
حالياً يتم الترتيب بين الجهاز الفني ومجلس إدارة الاتحاد لوضع برنامج المسابقات بحيث تكون البطولات في وقت مناسب للبطولات الخارجية، بحيث يأتي اللاعب جاهز فنياً للمنتخب وليس العكس كما ذكرت سابقاً، فلدينا في العام القادم بطولتين متتاليتين، وقد وضعنا برنامج للبطولات مع الاتحاد لهدف تطوير وتحسين من مستوى اللاعبين .


لكن ما زلنا نعاني من قلة الملاعب، فقصر الرياضة ليس لاتحاد كرة الطائرة ،ولا نمتلك ملاعب خاصة لنا، وهذا عامل مساعد لتراجع أداء اللاعبين وبالتالي تراجع كرة الطائرة، فنصيبنا في التدريب في قصر الرياضة مرتين أسبوعياً، فاللاعب الأردني يتدرب خلال الأسبوع '9' فقط مقارنة في اللاعب العالمي الذي يتدرب '9' ساعات يومياً وهذا صعب علينا في ظل الموجود.

وجود الاميرة ايه على رأس هرم الطائرة بماذا سيطور اللعبة؟
الجميل ان رئيس اتحاد كرة الطائرة سمو الأمير ايه الفيصل كانت لاعبه كرة طائرة سابقاً، وقد تحدثنا مع سموها وتمنينا عليها ان تكون لنا صالتنا وطالبنا بعدد من الأجهزة الخاصة في تدريب لعبة كرة الطائرة, وحول الملاعب جميع الاتحادات لها ملاعب الا كرة الطائرة , ونتوقع جميع ان تتطور اللعبة بوجود سموها.

هل هناك معوقات في تسويق اللعبة ؟
في المقام الأول من يقوم بتسويق اللعبة هو الاعلام، وفي البطولات العالمية يقوم الاعلام بتغطية المباريات بساعات معينة ومحسوبة لكل لعبة، بالتالي يتفق اتحاد اللعبة مع الشركات الداعمة ولتظهر عبر التلفاز من خلال المباريات والبطولات المقامة ، فلكل ثانية تسويقية لها سعر .


اما الاعلام المحلي ينقل المباريات على مبدأ 'الفزعة ' ورفع العتب، رغم اننا نرسل جدول البطولات ويتم البث من قبل التلفزيون الأردني لعدد محدود من المباريات ، بسبب هذا التقصير الإعلامي لن نحصل على اتفاقيات مع الشركات لرعاية البطولات وإبراز الأندية واللاعبين .
وبدون اعلام حقيقي لن تولد شراكة وتسويق ما بين الشركات والاتحاد ، و من اهم الدلائل لتجاهل الاعلام في ابراز اللعبة ، عدم الإعلان عن مواعيدها فالجمهور يتابع المباريات عند طريق مواقع التواصل الاجتماعي, إضافة الى ذلك عدم وجود متخصصين في التعليق على كرة الطائرة أو كرة اليد أو كرة السلة لان المعلقين جميعا يعلقون على هذه الألعاب بطريقة كرة القدم.

ما هي الخطط الاستراتيجية التي تم وضعها على طاولة الاتحاد؟
الخطة حالياً هي التركيز على الفئات العمرية والمشاركة بهم في البطولات للرجال في مصر وسيكون العمر اقل من '23' عاماً، إضافة الى المشاركة في بطولة الشباب في البحرين وهناك المشاركات في بطولات الشواطئ حتى ندخل في الترتيب الاسيوي ثم نحسن الترتيب وفي عام 2020 سيكون لدينا منتخب رجال قادر على ان يكون ضمن الخمسة الكبار.

عندما توليت المهمة ماذا وجدت؟
عندما اشرفت على المنتخب، لم اجد اساسات لبناء منتخب للشباب، فثابرت وما زلت اثابر لأجد روح قتالية رياضية داخل كل لاعب، حتى أصل في المنتخب الى مكان يرضيني، ومن ثم اسلم منتخب قوي ومتين لمن سيخلفني من المدربين.

كيف ترى مستقبل الأندية؟
تعتمد اللعبة على الشباب واذا توقف ضخ الشباب ستنتهي اللعبة في الأندية, والاندية حاليا تمتلك لاعبين كبار في السن وذلك لن يدوم طويلاً.

الاغلاق هل هو الحل؟
طبعا لا، فالأغلاق يجب ان يكون بتقنين المشاركات حسب البطولات وليس المشاركة في كل بطولة, وليس الاغلاق بعدم المشاركة نهائيا حتى نعرف اين نحن ونعرف الأخطاء ونعالجها.

هل ساهم الدوري الحالي في ارتقاء مستوى اللعبة واللاعبين؟
دوري هذا العام تم تنظيمة لأجل إعادة تصنيف الأندية , فمن '1-8' درجة ممتاز ثم درجة ثانية '10' فرق و'7' فرق في الدرجة الثالثة, والتنافس بين الفرق في هذا الموسم كان قوي وزاد من قوته مشاركة عدد من المحترفين مع الأندية وبالتالي أصبحت نتائج المباريات غير معروفة, وتم تحديد لقب الدوري في اخر لقاء.

ما هي الفائدة التي حصلنا عليها من مشاركة المحترفين مع الاندية؟
الكثير كان ضد الاحتراف, فهناك سلبيات وايجابيات, ومن السلبيات ان عدد من اللاعبين المحليين لن يشاركوا في المباريات, اما الإيجابيات فهو تطوير وتحديث التكنيك الفني لكرة الطائرة ورفع مستواها الفني للفرق، في ظل تقارب المستوى وكان من الصعب معرفة من البطل الا في اللقاء الفاصل.
أنا مع ان يكون هناك محترفين لكن بالتوازي مع زيادة مشاركة الشباب حتى يستفيدوا من خبرات المحترفين, والذين شاركوا مع الأندية يمتلكون مستوى مميز.

لماذا لا يوجد مدربون أجانب؟
تجربة المدرب الأجنبي لم تكن إيجابية في الأردن, لأننا نبدأ من نقطة الصفر حاليا , وأنا مع المدرب المحلي بحيث يتم اعطاءه الفرصة الكاملة.

لماذا لم يقم مدرب اردني بالتدريب في الخارج؟
لدينا اسماعيل توفيق خاض تجربة احترافية في سلطنة عمان واستمرت '8' سنوات وحقق نتائج مميزة, والبقية لم يقوموا بهذه التجربة كون الحوافز المالي غير مقنعة، بالإضافة الى تواضع مردود الأندية والمنتخبات, ومن عام '1969' لم يحرز أي مدرب ميدالية لأي منتخب في كرة الصالات، وبالرغم من ذلك لدينا مدربين مميزين وحكام أيضا مميزين وغالبيتهم ليسوا كبار في العمر.

لماذا نستمر في التراجع؟
قلة المباريات المقامة وخاصة في اخر موسمين ، فلم يتم إقامة بطولة الدوري وبالتالي تراجع مستوى اللاعبين والحكام على حد سواء, والاتحاد لا يملك عصى سحرية لنقل المنتخب الى مركز متقدم .

اخبرنا عن غياب الجمهور؟
لغياب الجمهور العديد من الاسباب ، فتراجع اداء اللاعبين وتدني مستوى اللعبة كان سبب رئيسياً في الغياب، بالإضافة الى عدم وجود وجوه شابة بين اللاعبين مما صنع الملل في قلوب الجمهور، و البث التلفزيوني المتقطع والذي لا يغطي بطولة كاملة عادة كان عامل مساعد لخلق الملل، فقد لجأ الكثير من الجمهور الى مواقع التواصل الاجتماعي ليشاهدوا مقاطع من المباريات والاكتفاء في معرفة النتيجة، على عكس ما كان في السابق في ذاك العصر الجميل حين كان الجمهور يمتلك شغف باللعبة وحضورها.

الطائرة النسوية هي الأقرب للتأهل الى نهائيات اسيا, فكيف تجد المستوى الفني؟
الطائرة النسوية باستثناء المغرب العربي تحظى بالعديد من المعوقات حيث تغادر غالبية اللاعبات, وبالتالي يكون الإنتاج مستمر دون مردود , ولكن على مستوى المنطقة نستطيع ان نتفوق على منتخبات الخليج وربما العراق ولبنان ونستطيع الوصول الى النهائيات الاسيوية, والسيدات كالرجال يحتجن الى اعداد بدني وفني ومهاري وبعد اعداد لأربع سنوات من الممكن ان نصل الى نهائيات اسيا وهو أسهل من الرجال كثيرا.

كيف ترى اللعبة بعد عشر سنوات؟
اذا التزمنا بالخطط الموجودة حالياً واهتممنا بفئة ما دون '10' سنوات ، وكثفنا مشاركاتنا بطريقة مقننه ومستمرة سنكون بين أفضل اربع فرق عربية خلال العشر سنوات القادمة .

كلمة أخيرة ...
الاتحاد وفي ظل وجود سمو الاميرة ايه الفيصل سينتقل للأمام كما هناك الدكتور بشير العلوان والدكتورة منال طه وبقية الزملاء لهم دور في وضع خطط مناسبة ستنهض باللعبة ونتوقع ان يكون القادم أفضل.

عدد المشاهدات : [ 6535 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .